آخر المواضيع

تمريض

الدم | خصائصه و مكوناته






الكبد أكبر غدة في البدن، يتموضع في القسم العلوي الأيمن من البطن، ويشغل كامل المراق اليمنى ويمتد إلى الشرسوف والمراق اليسرى، وتحيط به محفظة تدعى محفظة غليسون Glisson. يبلغ متوسط وزن الكبد 1400غ عند النساء و1800غ عند الرجال. تُميز ثلاثة وجوه للكبد هي: الوجه العلوي (أو الأمامي العلوي)، والوجه السفلي (أو السفلي الخلفي)، والوجه الخلفي. يأخذ الوجه العلوي للكبد شكلاً محدباً منتظماً ينطبق على الوجه السفلي للحجاب الحاجز، وينقسم إلى قسمين أو فصين هما أيمن كبير وأيسر صغير يفصل بينهما الرباط المدورround ligament، والرباط المنجلي (أو الرباط المعلق) ligament falciparum الذي يرتكز على الحجاب الحاجز. يمكن تمييز تلمين على الوجه السفلي للكبد هما التلم sulcus السري الذي يتمادى مع الرباط المدور، والتلم المعترض (ويدعى أيضاً سرة الكبد أو باب الكبد porta hepatis) الذي يضم انقسام وريد الباب والشريان الكبدي والقناة الجامعة إلى فروعهما اليمنى واليسرى. يأخذ هذا الوجه شكلاً غير منتظم إذ إنه يحمل انطباعات الأعضاء المجاورة التي تقع بتماس الكبد وهي المعدة والعفج والزاوية اليمنى للقولون والكلية اليمنى والمرارة التي تتوضع في حفيرة صغيرة على سطح الكبد تدعى المسكن المراري.



يقسم الكبد إلى فصين أيمن كبير وأيسر صغير يفصل بينهما الرباط المنجلي، يضاف اليهما فصان آخران صغيران هما الفص المذنب والفص المربع اللذان تتضح حدودهما على الوجه السفلي للكبد. إلا أن الدراسات الحديثة بينت أن الفصين المربع والمذنب يشكلان من الناحية الوظيفية جزءاً من الفص الأيسر إذ إن توعيتهما الوريدية والشريانية والصفراوية تتم عن طريق الفروع اليسرى لوريد الباب والشريان الكبدي والقناة الصفراوية. يقسم الجراحون في الوقت الحاضر الكبد إلى ثماني قطع لكل منها تروية دموية وصفراوية مستقلة مما يسهل عملهم في أثناء قيامهم بقطع جزء من الكبد.



يتميز الكبد من باقي أعضاء البدن بأن ترويته الدموية تتم عن طريقين: طريق وريد الباب الذي يجلب نحو سبعين بالمئة من الدم الذي يدخل إلى الكبد، والشريان الكبدي الذي يجلب قرابة ثلاثين بالمئة من الدم. ينقسم وريد الباب في سرة الكبد إلى فرعين أيمن وأيسر يتفرعان بدورهما إلى فروع أصغر فأصغر تروي قطع الكبد الثمان. كما ينقسم الشريان الكبدي أيضاً في سرة الكبد إلى فرعين أيمن وأيسر يسيران بمحاذاة فروع وريد الباب حتى الشعب الانتهائية. يخرج الدم من الكبد بعد إروائه عن طريق الأوردة الكبدية وعددها ثلاث تصب كلها في الوريد الأجوف السفلي. تجمع الشعيراتُ الصفراوية الصفراءَ التي تفرزها الخلايا الكبدية، وتنضم هذه الشعيرات بعضها إلى بعض لتشكل قنيات صفراوية. تتحد هذه القنيات فيما بينها لتشكل قناتين صفراويتين يمنى ويسرى تلتقيان في سرة الكبد فتؤلفان القناة الكبدية الرئيسة. تسير هذه الأقنية الصفراوية جميعها داخل الكبد وخارجه بمحاذاة وريد الباب والشريان الكبدي وفروعهما.

فيزيولوجية الكبد


للكبد دور مشارك في استتباب homeostasis الوسط الداخلي إذ إنه يتداخل في استقلاب مختلف المواد الغذائية الواردة إلى البدن أي السكريات والشحميات والبروتينات والفيتامينات، إضافة إلى المواد التي يصطنعها البدن نفسه كالهرمونات والبيليروبين وغيرها.

يحافظ الكبد على مستوى الغلوكوز في الدم عن طريق تحويل الغلوكوز الوارد إليه من الأمعاء إلى غليكوجين glycogen وتخزينه في الكبد نفسه، وحل الغليكوجين عند الضرورة وتحويله إلى غلوكوز. كما أنه يقوم بإنشاء الغلوكوز بدءاً من الحموض الأمينية، ويشرف على كل ذلك عدد من الهرمونات ولاسيما الأنسولين والغلوكاغون glucagon وهرمون النمو growth hormone.

يقوم الكبد أيضاً بدور مهم في استقلاب البروتينات إنشاءً وتقويضاً. ينشئ الكبد البروتينات التي تحتاجها الخلايا الكبدية ذاتها، وينشئ في الوقت نفسه عدداً من البروتينات التي يفرزها إلى الدم وأهمها الألبومين الذي يرتبط بالعديد من المواد الموجودة في المجرى الدموي ويشكل واسطة النقل الرئيسة لها مثل البيليروبين والهرمونات والحموض الدهنية والمعادن، كما أنه يسهم إلى حد كبير في الحفاظ على الضغط الجرمي للبلازماoncotic pressure؛ ويساعد بذلك على الاحتفاظ بالسوائل ضمن الأوعية الدموية. وتعد عوامل التخثر من أهم البروتينات التي ينشئها الكبد ومنها الفيبرينوجين (العامل الأول) والبروتروبين (العامل الثاني) والعوامل الخامس والسابع والتاسع والعاشر، كما أنه ينشئ العوامل المثبطة للتخثر والحالّة للفيبرين. يعتمد إنشاء عوامل التخثر الثاني والسابع والتاسع والعاشر على وجود الفيتامين K الذي يرد إلى الكبد مع الدسم الغذائية ويؤدي نقصه (بسبب سوء التغذية أو بسبب سوء امتصاص الدسم من الأمعاء) إلى حدوث نزوف من الأماكن المختلفة للجسم.

ينشئ الكبد أيضاً مجموعة من البروتينات التي تدعى بروتينات الطور الحاد acute phase protein وهي السيرولوبلازمين ceruloplasmin و«البروتين الارتكاسي C. C.reactive protein» والهابتوغلوبين haptoglobin والترانسفيرين trasnsferrin. يزداد إنشاء هذه البروتينات وترتفع مقاديرها في الدم في حالة الإصابة بأحد الأمراض الجهازية كالسرطان والتهاب المفاصل الرثياني والأخماج الجرثومية والحروق وتفيد في توجيه التشخيص. ومن البروتينات الأخرى التي ينشئها الكبد ويفرزها إلى الدوران ألفا-واحد-انتي تريبسين، ومعظم البروينات الدموية ألفا وبيتا.

تأتي معظم الحموض الدهنيةfatty acids الواردة إلى الكبد من الدسم الغذائية، أو من الأنسجة الشحمية المحيطية ويحولها الكبد إلى غليسيريدات ثلاثية triglyceride أو فوسفوليبيدات، أو أنها تتحد مع الكوليستيرول لتشكل الكوليستيرول المؤستر الذي ينطلق إلى الدم، كما يتأكسد قسم منها مطلقاً ثاني أكسيد الفحم.

يفرز الكبد معظم الغليسيريدات الثلاثية التي ينشئها، إلا أن إفرازها يتطلب تحويلها إلى بروتينات شحمية عن طريق اتحادها مع صميمات بروتينية نوعية apoproteins ينشئها الكبد نفسه، وقد يؤدي نقص إنشاء الصميمات البروتينية إلى تراكم الغليسيريدات الثلاثية في الكبد وحدوث الكبد المدهنة الذي يحدث عند الانسمام ببعض المواد مثل رابع كلور الفحم، أو الفوسفور، أو تناول كميات زائدة من التتراسيكلين. كما أن زيادة مقادير الحموض الدهنية الواردة إلى الكبد قد يؤدي إلى حدوث الكبد المدهنة وهو ما يصادف في الداء السكري وفي الانسمام المزمن بالكحول.

ينشئ الكبد الكوليستيرول والأنزيم المسمى lecithin cholesterol acetyltransferase (LCAT) الذي يحول الكوليستيرول إلى إستر كوليستيرول وينطلق كلاهما إلى الدم حيث يوجدان على شكل بروتينات شحمية وتضطرب مقاديرهما ارتفاعاً أو انخفاضاً في أمراض الكبد الوخيمة وفي علل الطرق الصفراوية.

إزالة السمية

تعد إزالة السموم من أهم الوظائف التي يقوم بها الكبد فيخلص البدن من التأثيرات الضارة لكثير من المواد داخلية المنشأ كالهرمونات والبيليروبين وغيرها، أو خارجية المنشأ كالسموم المعدنية أو العضوية وأكثرها شيوعاً المواد الدوائية واسعة الانتشار في الوقت الحاضر.

يتخلص الكبد من المواد السامة الخارجية والداخلية مستخدماً عدداً من الإنزيمات التي ينشئها لهذه الغاية والتي تقوم بمهمتها بطريقتين: الأولى هي تغيير التركيب الكيمياوي للمادة السامة عن طريق أكسدتها أو إرجاعها أو تمتيلها methylation أو نزع جذر الأمين منها deamination مما يؤدي إلى إبطال فاعليتها السامة، ومن هذه المواد الأدوية عموماً والهرمونات وغيرها. يمكن لبعض المواد الدوائية أن تحرض الإنزيمات التي تقوم بهذا العمل أو تثبطها مما له أهمية في معالجة بعض الحالات المرضية. أما الطريقة الثانية في إزالة السمية فتقوم على تحويل المواد السامة المنحلة بالدسم إلى مواد منحلة بالماء عن طريق اقترانها conjugation بأحد الحموض العضوية أو المعدنية مثل الغليسين glycine والطورين taurine وحمض غلوكورونيك، فتنقلب إلى مواد أقل سمية من سليفاتها إضافة إلى كونها تصبح سهلة الإطراح عن طريق البول أو الصفراء.


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد : المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 36
الدم | خصائصه و مكوناته مراجعة أسرة التمريض يوم 3:44 م التقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.