هل لقاح الأنفلونزا ضروري حقا؟

مع حلول فصل جديد من الشتاء، يعاني الكثير من سكان العالم من الإصابة بالأنفلونزا والتي تودي بحياة الكثيرين في جميع أنحاء الكرة الأرضية وبصورة سنوية، لذا من الأجدر بنا من الآن وصاعدا، عدم الاستخفاف بما يمكن لفيروس الأنفلونزا  من السلالات المختلفة القيام به .

ورغم التوعية الصحية التي تقوم بها الحكومات في كل مكان، فإن القلة فقط من الناس يحصلون على لقاح الأنفلونزا السنوي، فالغالبية منهم لا تعتقد بجدواه في منع الإصابة بالمرض، كما يعتقد الكثير منهم أن أخذ اللقاح يسبب أعراضا جانبية كثيرة هم في غنى عنها، وقد يكون هذا الأمر صحيحا، فبعض الأشخاص يتعرضون لنوبات من الصداع و الحمى بعد أخذهم لهذا اللقاح.

ورغم أن الأطباء يوصون بأخذه، إلا أن الحقيقة هي أن لقاحات الأنفلونزا جميعها لا تحمي بنسبة 100% من الإصابة بالمرض، فنسبة الحماية المتوقعة لا تتعدى 60%-70% ، ورغم أنها ليست بالنسبة السيئة إلا أنها قد لا تقنع الكثيرين. ومن المعروف أيضا أن لقاح الأنفلونزا يحتاج إلى أسبوعين تقريبا كي يبدأ مفعوله، مما يفسر إصابة الكثيرين بالأنفلونزا حتى بعد أخذهم للقاح بفترة قصيرة. مما يجعل البعض من الناس يتهم اللقاح نفسه بأنه هو المسبب الرئيسي للإصابة. ويبدو أن على الهيئات الطبية أن تشرح هذا الأمر لهم.

كما أن هذه اللقاحات لا تؤثر بشكل كبير في البالغين، ويكون مفعولها أفضل حين تعطى للأعمار الأصغر. وفي دراسة حديثة قام بها فريق من الخبراء من شركة (جلاكسو سميث  كلاين وايلي ليلي) وجد العلماء أن  الأنفلونزا لا يحقق ما هو مطلوب منه تماما. فمعظم اللقاحات الطبية لا يتم ترخيص استخدامها إلا حين تصل معدلات النجاح الذي تحققه إلى 80 % أو 90% ، مما يعني أن لقاح الأنفلونزا يعد من أضعفها.

لكن وفقا لما يقوله أخصائي الطب الحيوي بجامعة نيويورك، كابلان آرثر، فهذا هو السبب الذي يجب على الأشخاص أخذ اللقاح من أجله، فرغم عدم تأكدنا من أن أخذ اللقاح يوقف المرض إلا أننا متأكدون على الأقل من قدرته على إبطاء ما يقوم به الفيروس في أجسامنا، وهو أمر جيد في حد ذاته. ويعتبر الأشخاص الأصحاء، والذين يتمتعون بجهاز مناعي سليم من أكثر الأفراد استفادة من هذا اللقاح.

ولا يوجد أمامنا في الوقت الحالي إلا أن نأمل إلى التوصل إلى إيجاد لقاح جديد يمكنه منع الإصابة بالمرض نهائيا، وحتى نصل إلى اكتشاف عقار يمكنه محاربة جميع سلالات الأنفلونزا هذه، يجدر بنا التأكد من أننا نأخذ العقار المتوفر سنويا. كما يمكننا أن نعمل على نظافتنا الشخصية بدءا من التزامنا بغسل أيدينا لمدة لا تقل عن عشرين ثانية كاملة، كما علينا أن ننصح المحيطين بخصوص هذا الأمر.

المصدر: فوربس الشرق الأوسط