ما يجب أن تعرفه عن المضادات الحيوية و مقاومتها

منذ اكتشاف المضادات الحيوية في القرن العشرين، عملت على خفض التهديد الذي تسببه الأمراض المعدية. ارتبط استخدامها مع التحسينات في تصريف المجاري، الإسكان، التغذية و برامج التلقيح واسعة الانتشار. أدى ذلك إلى هبوط معدل الوفيات من الأمراض الوبائية التي كانت غير قابلة للعلاج سابقاً، أما الآن ظهرت مشكلة مقاومة المضادات الحيوية كمشكلة صحية عامة تواصل النمو حول العالم.

إصابات الجروح، السّل، ذات الرئة، تسمم الدم، وإصابات الأذن عند الأطفال من الأمراض التي أصبح من الصعب علاجها بالمضادات الحيوية. السبب هو أن البكتيريا المسببة لهذه الأمراض مرنة جدا و طورت عدة طرق لمقاومة المضادات الحيوية. و تعتبر هذه المقاومة تهديدا حقيقيا لمرضى زراعة الأعضاء حيث تكون المضادات الحيوية عامل مهم و حرج لحمايتهم من الإصابة.

استخدام المضادات الحيوية لعلاج الأمراض في الحيوانات و إضافته للغذاء لتحسين النمو او السيطرة على الأمراض في النباتات يؤدي إلى أخطار محتملة على صحة الانسان إما عن طريق تأثيرات سامّة مباشرة أو ردود أفعال فرط الحساسية أو مقاومة المضادات الحيوية.

 

1- المضادات الحيوية و الجهاز الهضمي :

 

- إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم بجرعات كبيرة قد يسبب ما يسمى (Gastro-Intestinal Irritation) أو الالتهاب القولوني الحاد.

- المضادات الحيوية قد تؤثر على امتصاص الغذاء و الفيتامينات الضرورية للجسم و تؤدي إلى حدوث الإسهال.

- المضادات الحيوية تؤثر على البكتيريا الطبيعية في الجسم و تخفض أعدادها مما يؤثر على وظائفها الحيوية و الهامة في الجسم.

- المضادات الحيوية تؤثر على تصنيع فيتامين (ك) في الجسم وذلك بتأثيرها على البكتيريا الطبيعية الموجودة في الامعاء وخفض أعدادها.

من مهام الفلورا الطبيعية في الجسم ان تكون منافس يمنع استعمار البكتيريا الممرضة،،الافراط في تناول المضادات الحيوية يؤدي الى خفض أعدادها بصورة كبيرة و بالتالي خلق بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا الممرضة و الفطريات.

- استخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف خصوصاً عن طريق الفم يؤدي إلى العدوى بالفطريات و الخمائر او بكتيريا سالبة الجرام في الفم و المنطقة المعوية و المنطقة العليا من الجهاز التنفسي .

 

2- المضادات الحيوية و الحساسية :

 

- بعض المرضى لديهم فرط حساسية من المضادات الحيوية خصوصاً المحتوية على penicillins, streptomycin و غيرها.

- قد تكون ردود فعل الحساسية خطرة جداً قد تؤدي إلى Cardiovascular failure في أغلب الأحيان.

 

- الأدرينالين، مضادات الهستامين، و الكورتيكوستيرويدات تستخدم لمعالجة الأعراض الحادة من فرط حساسية للمضادات الحيوية.

- تظهر حالات حساسية اكزيما الجلد في الأشخاص الذين يستخدمون المضادات الحيوية بصورة مستمرة.

- يجب على الطبيب المعالج ان يكون حريصاً على التأكد من عدم تحسّسّ المريض من مركبات المضادات الحيوية قبل وصفها، و على المريض ان يكون حريصاً أيضاً و يذكر للطبيب المعالج تحسسه من أي نوع من الأدوية إن سبق له التحسس أو كان يعرف ذلك.

 

3- تأثير المضادات الحيوية علي بعض الأعضاء :

 

- بعض المضادات الحيوية تميل لأن تتركز في العظام والأسنان أثناء نموها وتحلّ بديلاً عن الكالسيوم فيها مما يؤدي إلى هشاشة عظام.

- بعض المضادات الحيوية شديدة السميّة و قد تؤدي إلى انقطاع التنفس عن طريق منع انتقال الاشارات العصبية إذا أعطيت بجرعات كبيرة.

- كثير من المضادات الحيوية تسبب أضرارا على الكلى، و بعضها يؤدي إلى تلف في العصب القحفي الثامن او نخاع العظم.

- بعض المضادات الحيوية قد تنتشر بسهولة عبر المشيمة إلى الجنين و قد تكون سامّة جدا.

- عدم قدرة الأطفال والمواليد على تصريف بعض المضادات الحيوية في الكبد قد تكون عامل في السميّة.

- يجب على الطبيب أن يتأكد من عدم وجود مشاكل في الكلى أو الكبد لدى المريض لأن معظم المضادات الحيوية تؤثر على الكبد و الكلى.

- يجب على المريض أن يُصارح طبيبه بوجود أي مشكلة سابقة في الكلى او الكبد ليساعد طبيبه على اختيار المضاد الحيوي المناسب له.

 

4- معلومات مهمة جداً بخصوص المضادات الحيوية :

 

- المضادات الحيوية تصرف فقط للإصابات البكتيرية. الإصابات الفيروسية و الفطرية لها مضادات مختلفة.

- إذا كانت الإصابة التي يعاني منها المريض بسبب الفطريات و تم أخذ مضاد حيوي للبكتيريا سيزيد هذا بشكل كبير من حدة الإصابة.

- قبل اختيار المضادات الحيوية ينبغي النظر اذا ما كانت الاصابة تستدعي استخدام المضادات الحيوية ام لا.

- شدة الإصابة، موقعها، نوع العدوى و حالة المريض كلها عوامل تؤثر في اختيار المضاد الحيوي و تحديد مساره.

- إعطاء المضاد الحيوي عن طريق الحقن في الوريد الأكثر فاعلية في حالات الالتهابات الحادة لأنه يعطي تراكيز عالية بشكل مباشر.

- قبل اعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم يجب التأكد من قدرة الجسم على امتصاصه و عدم الحاجة للتأثير السريع.

- المضادات الحيوية المستخدمة يجب أن تكون آمنة ما أمكن و تحقيق التوازن بين السميّة و الفعالية و مدة العلاج.

- الاستعمال المتزايد للمضادات الحيوية يزيد من سرعة ظهور و انتشار البكتيريا المقاومة.

 البكتيريا ذات كفاءة عالية على تطوير مقاومتها نظراً لسرعتها الكبيرة على التضاعف و قدرتها على نقل الجينات المقاومة أثناء عملية الانقسام و التضاعف او قد تنتقل من بكتيريا الى اخرى اثناء عملية الاقتران

 

5- بعض الأسباب خلف ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية :

 

- اساءة استخدام المضادات الحيوية بسبب نقص فرص الحصول على العلاج المناسب و عدم استكمال العلاج.

- استخدام المضادات الحيوية لأي إصابة او استعمال مضادات الطيف الواسع كبديل عن التشخيص الدقيق يزيد من احتمالات ظهور المقاومة.

- التطبيب الذاتي بالمضادات الحيوية عامل رئيسي مهم في ظهور المقاومة ،العلاج الذاتي قد يكون غير ضروري او يؤخذ بجرعات غير كافية.

- في بعض الدول يسهل الحصول على المضادات الحيوية من الصيدليات و بدون وصفات طبية للأسف.

- يجب على المريض الالتزام بالعلاج الموصى به، عدم التزامه سبب أيضاً في ظهور المقاومة.

- نسيان موعد العلاج، قطع العلاج ذاتياً عند الشعور بتحسن، و عدم إكمال العلاج يخلق بيئة مناسبة للبكتيريا للتكيف بدلاً من قتلها.

- تعتبر المستشفيات عامل من عوامل ظهور مقاومة المضادات الحيوية حول العالم.

- الالتهابات التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لا تستجيب للعلاج مما يطيل من فترة المرض و زيادة خطر الوفاة.

-البكتيريا المنتجة لمضاد حيوي دائما تكون مقاومة للمضاد الذي تنتجه.