سم «المامبا السوداء».. يهزم المورفين !

 المسكنات القوية من أهم العوامل التي يحتاجها المرضى خصوصاً عقب إجراء العمليات الكبرى.. والتي تتطلب أن يظل المريض لفترات بعيداً عن الإحساس بالألم.. وكان أول هذه المسكنات قوة هو المورفين.. إلا أن المورفين له آثار جانبية كثيرة تؤدي إلى مشكلات على المدى البعيد كطبيعة أي مسكن.والمذهل أن دراسة علمية نشرتها مجلة نيتشر البريطانية أكدت أن سم ثعبان المامبا السوداء القاتل يحتوي على بروتين به مسكن قوي يضاهي المورفين ولكن بدون آثار جانبية ويعد هذا الاكتشاف مهما للغاية لأنه سيجد بديلاً للمورفين الذي يعتبر من المسكنات القوية.. نعم ولكنه يتسبب في العديد من المشكلات الصحية منها احتباس البول والقيء وانخفاض ضغط الدم وحساسية الصدر والإمساك، بالإضافة إلى النقطة الأهم وهي أنه يؤدي إلى الإدمان في حالة الاستمرار في تناوله.

وعلى الرغم من أن سم الثعبان قاتل ومن المعروف أن المامبا السوداء ثعبان قاتل ومفترس.. لكن ما تم اكتشافه من أن هذا السم القاتل يحتوي على مواد تجعل منه مسكنا قويا للألم ودون آثار جانبية يثير حالة من الهدوء عند الأطباء.. نظراً لأن هذا الاكتشاف يفتح الباب عاى مصراعيه لمزيد من الأبحاث والتنقيب عن مزيد من المسكنات من خلال الحيوانات بعالمنا والاستفادة منها نظراً لأن الأشياء الطبيعية تعطي نتائج مذهلة في أي مجال.. وخصوصاً مجال الطب الذي يحتوي على مشكلات عديدة بسبب الكيماويات المتواجدة بشكل كبير في تركيبات معظم الأدوية.. وهو الأمر الذي بدأ يعضد موقف الاكتشافات الطبيعية والتي من آخرها سم المامبا السوداء. وقام مجموعة الباحثين الذين اكتشفوا هذا الموضوع بتجربة هذا البروتين المتواجد في سم الثعبان على فئران تجارب وبدأ تطوير هذا الدواء للاستعمال البشري.. وكانت النتيجة جيدة جداً وهو الأمر الذي يعد من أهم الاكتشافات في الوقت الحالي وهو ضربة قوية.. وهزيمة ساحقة لمسكن المورفين.. مما سيمنح العالم كله فرصة للتخلص من المورفين القاتل الذي يؤدي إلى الإدمان والذي لا يمكن استعماله أثناء الحمل لأنه يخترق المشيمة ومن الممكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين.

وقال الدكتور إيريك والذي يعمل في معهد علم الصيدلة الجزيئية والخلوية بالقرب من نيس، «عندما تم اختباره على الفئران كان تأثيره قوياً كما الحال في المورفين إلا أنه يتميز عن المورفين بعدم وجود آثار جانبية له على عكس المورفين الذي يبدأ عمله من اللحظة الأولى في إصابة الجسم ومن أهم أجزائه الرأس.. نظراً لأنه يدخل جسم المريض ويتجه مباشرة نحو الرأس والتي تستجيب سريعاً له نظراً لأنه يحتوي على الأفيون مما يضعف قوة المورفين في المراحل التالية عقب الاكتشاف الكبير الذي سيحدث في عالم الطب طفرة غير عادية.وأشار إيريك إلى أن التجربة التي جرت على الفئران كانت مطمئنة منحت فريق العمل القدرة على البدء في العمل تجاه تطوير وإطلاق المسكن الجديد الذي سيعطي القدرة للأطباء للتحرك في اتجاهات عديدة منها البحث عن مسكن جديد بنفس الطريقة وكذلك الأريحية في استعمال مسكن قوي وبدون أعراض جانبية.

المصدر : جريدة الوطن