آخر المواضيع

تمريض

الأطباء والممرضون...الأكثر عرضة للإحتراق النفسي Burn out


أسوء ما يمكن مواجهته في العمل هو مرض «الاحتراق النفسي». يعود هذا المفهوم إلى السبعينات وهو مستوحى من المجال الفضائي. يعني مصطلح Burn Out الحرق، الشوي، الاستنزاف الداخلي. و بمكن تعريف الاحتراق النفسي بأنه عبارة عن ظاهرة نفسية يتعرض لها المهنيون نتيجة عدم قدرتهم على التكيف مع ضغوط العمل مما يؤدي إلى شعورهم بعدم القدرة على حل المشكلات ، وبالتالي فقدان الاهتمام بالعمل والشعور بالتوتر النفسي أثناء أدائه .
وبمراجعة مصادر الطب النفسي، يمكن ملاحظة 12 مرحلة يمر بها المرء وصولا إلى حالة «الاحتراق الوظيفي» في أي وظيفة كان يعمل بها. وهي بالتسلسل: ضغط الاضطرار أو الطموح أو المنافسة في إثبات قدرات الذات عبر قسر النفس على العمل بشكل قوي ضمن منظومة العاملين، والوصول إلى حد الوسوسة للقيام بعمل كل شيء دون الاستعانة بالغير. ثم دخول مرحلة إهمال احتياجات النفس ومتطلبات تحمل المسؤوليات الاجتماعية والنظر إليها على أنها غير ضرورية وليست ذات أولوية.
وهنا يبدأ المرء بالشعور بأن ثمة أمرا ما غير سوي، لكنه لا يرى المصدر الحقيقي له وهو استهلاك النفس في العمل، ويُصاحبه طرد التفكير السليم بالتفكير في الخطر الداهم إذا لم يستمر في إنهاك نفسه بالعمل. ثم تظهر مرحلة بدء الملل ومراجعة النفس حول مدى حقيقة أهمية القيم والأهداف والالتزامات في الحياة، ويتزامن مع هذه العزلة إنكار أن العمل يستهلك كل ما لديه من طاقات. ومع بدء ملاحظة المرء أنه لم يعد شخصا اجتماعيا ولا مهتما بجوانب عدة تتعلق بحياته، يبدأ في إلقاء الملامة على هذه الأمور في حجبه عن أداء أعماله الوظيفية ومتطلباتها.
ويلي مرحلة الانسحاب الاجتماعي الوصول إلى العزلة، وهي ما يصاحبها شعور بأن الشخص يسير بلا هدى ومن دون أي أمل، وهنا قد يبدأ اللجوء إلى الأدوية المهدئة أو المنومة أو الكحول. وحينها يبدأ المحيطون بالمرء في العمل أو المنزل في ملاحظة التغيرات السلوكية لدى الشخص، كما تبدأ مرحلة من فقدان التواصل الطبيعي مع النفس وضياع القدرة على الاهتمام بالذات واحتياجاتها لتتحول حياته إلى آلة تتحرك تحت ضغط شديد من تطلب العمل.
ومع بدء الشعور بالخواء النفسي، تبدأ عملية التعويض عبر مزيد من الإفراط في الأكل أو تناول الكحول أو استهلاك الأدوية المنومة أو المهدئة. ولا محالة تتطور الأمور إلى مرحلة الاكتئاب وفقدان الشعور بمعنى الحياة ومكوناتها النفسية والاجتماعية، لتصل الأمور إلى مرحلة «الاحتراق» وإنهاك الإرهاق وبالتالي الانهيار العضوي والنفسي.
و عن الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض نشير بأن الشخصيات من النمط "A" هى الأكثر عرضة وتتسم بأنها منظمة ودقيقة جدا فى عملها، وتفعل كل شيء بنفسها لأنها لا تثق فى الآخرين، وهى نماذج تنتشر فى الدول التى تفتقد ثقافة توزيع الأعمال على الآخرين، ويأتى فى مقدمة هؤلاء أساتذة الجامعة ممن ليس لديهم سكرتارية تساعدهم والصحفيون والممرضون والممرضات والمحامون والمعلمون والعاملون فى مستشفيات الأمراض العقلية والعناية المركزة، وما لم يقوموا بترشيد الوقت والجهد والتعرض للضغوط المختلفة، يصابون بالمرض بل يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات والجلطات. 
الأطباء والممرضون...الأكثر عرضة للإحتراق النفسي Burn out مراجعة أسرة التمريض يوم 12:21 ص التقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.