آخر المواضيع

تمريض

الحروق | الجزء الأول : تعريفها، أسبابها، أصنافها، تقييمها و أنماطها



سنتطرق في هذا المقال لرصد كل ما يخص الحروق : تعريفها، أسبابها، أصنافها، تقييمها و أنماطها. و سنخصص مقالا آخر شاملا بإذن الله لتدبير الحروق و علاجها و كيفية الوقاية منها.


فما تعريف الحروق ؟


تحدث الحروق (Burns) نتيجة التعرض للحرارة. وبغض النظر عن مصدر الحرارة:النار، السوائل الحارة، المواد الكيميائية، فالنتيجة واحدة، تدمر الحروق بعض طبقات الجلد أو كلها. ويتحدد امتداد الإصابة حسب كمية الحرارة النافذة للجلد والتي تعتمد بدورها على درجة الحرارة، ومدة التعرض للحرارة. وتتعلق وخامة الحرق بعمقه وامتداده.

السببيات (Etiology) :


1- الحروق الناتجة عن النار اللهب: الحرق اللهيبي (Flame burn) .
2- الحروق الناتجة عن الماء الحار أو السوائل الساخنة: الحرق السمطي (Scald burn).
3- الحروق الناتجة عن البخار والغازات الساخنة: وهي كثيرة في المنازل والمصانع.
4- الحروق الناتجة عن المواد الكيميائية كالأحماض والقلويات الكاويات: وتكثر عند الأطفال والمسنين وفي المختبرات.
5- الحروق الناتجة عن الأشعة: كأشعة الشمس الحرق الشمسي أو الأشعة السينية أو الإشعاعات النووية (الحرق الإشعاعي).
6- الحروق الناتجة عن ملامسة الأجسام الساخنة: تشبه الحروق الناتجة عن اللهب المباشر غير أنها تكون محدودة عادة.
7- الحروق الناتجة عن التيار الكهربائي الصعق الكهربائي Electrocution: والتي غالباً ما تحدث عند عمال الكهرباء.




تصنيف الحروق :


- الحروق الصغيرة (Minor burns):

تشكل المساحة المحروقة أقل من 5 من سطح الجسم في البالغين و10 في الأطفال‎ لاتوجد إصابة استنشاقية (Inhalational injury)‎ تعطى الأولوية في هذه المجموعة لتشخيص عمق الحرق ولتطبيق المعالجة المناسبة لجرح الحرق ولاحاجة لنظام خاص بالإنعاش (Resuscitation).

- الحروق المتوسطة (Intermediate burns):

تشكل المساحة المحروقة من 30-15 من سطح الجسم في البالغين والمجموعة لنظام خاص للإنعاش بالسوائل 30-10 في الأطفال‎ تحتاج هذه ولذلك تحتاج لدخول المستشفى وحدة الحروق وقد تحتاج لعمل جراحي مبكر‎ معدل الوفيات منخفض إذا اتبعت المعالجة المناسبة.

- الحروق الكبيرة (Major burns):

تشكل المساحة المحروقة أكثر من 30 من سطح الجسم كما تشمل أي حرق يترافق مع إصابة استنشاقية وأي حرق في الوجه أو اليدين أو الأعضاء التناسلية والتي تتطلب معالجة من قبل اختصاصي الحروق‎
تعاني هذه المجموعة ـ إضافة لجرح الحرق ـ من تبدلات فيزيولوجية وطبية متعممة والتي قد تهدد حياة المريض‎
تعطى الأولوية للإنعاش ولجعل حالة المريض مستقرة.

تقييم الحرق :


تشير الحمامى (Erythema) والنفطة (Blister) إلى حرق سطحي بينما يشير الجلد الأسود المرن (Leathery) أو الشاف (Translucent) أو الأبيض إلى فقد كامل سماكة الجلد‎ ويسبب المظهر المبقع (Mottled) مشكلة وذلك عندما تترك الكريات الحمراء الهاربة من الشعريات الجلدية المتضررة لطخات حمراء (Red patches) والتي لاتبيض (Blanch) بالضغط‎.
وكلما كان الجلد سميكا ـ مثل الظهر ـ كلما زاد احتمال بقاء البنى الظهارية (Epithelial) حية‎.

1- تقييم عمق الحرق (Burn depth): 

يعتمد تقييم عمق الحرق على بقاء البنى الظهارية والتي ستعيد تغطية الحرق Resurface)‎) وهذه تعتمد بدورها على عمق الإصابة فكلما كان الحرق أعمق كلما كان أكثر وخامة لذلك من المهم التمييز بين الحروق الجزئية الثخانة والحروق الكاملة الثخانة.



2- تقييم امتداد الحرق:

-الحروق من الدرجة الأولى الحروق السطحية الجزئية الثخانة: 

تكون البشرة تالفة (Destroyed) بشكل كامل عادة أما الغدد العرقية والزهمية (Sebaceous) والجريبات الشعرية فسليمة موجودة.

- الحروق من الدرجة الثانية الحروق العميقة الجزئية الثخانة: 

وهنا يتلف الجزء الأساسي من الأدمة والغدد الزهمية بينما تبقى الأجزاء الأعمق من الجريبات الشعرية والغدد العرقية.

- الحروق من الدرجة الثالثة الحروق الكاملة الثخانة: 

تتخرب كامل الثخانة الجلدية ولاتبقى أية بنى ظهارية.


طرق تقييم امتداد الحرق :


هناك عدة طرق لتقدير امتداد مساحة أو رقعة الحرق أبسطها قاعدة التسعات والسبعات ـ حيث تطبق قاعدة التسعات على البالغين وتطبق قاعدة السبعات على الأطفال‎.

تعتمد قاعدة التسعات بشكل عام على تقسيم الجسم إلى 10 مناطق يشكل كل منها9% من مساحة سطح الجسم حيث يشكل الرأس وكل ذراع 9% من مساحة سطح الجسم بينما تشكل الساقان 9%×2 = 18% ويشكل الجذع الأمامي والخلفي 18% وتشكل منطقة العجان Perineum)1%). ويستخدم الرقم 7 عند الأطفال لأن الرأس أكبر نسبياً ويشكل 28% وكل ذراع 7% وكل ساق 14% بينما يشكل العجان 2%. ‎

لكن ـ ولحسابات أكثر دقة ـ تستعمل مخططات حسب كل فئة عمرية وحسب مساحة ومكان المنطقة المحروقة ـ وأشهرها مخطط لوند و براودر :


وقوع الحروق :


يختلف وقوع الحروق وأنواعها حسب فئات المجتمع المختلفة حيث تكثر الحروق الناتجة عن المواد الكيميائية عند المسنين والأطفال 60% بينما تكثر الحروق الناتجة عن العمل كحروق التيار الكهربائي وحروق الغازات والأشعة عند العمال 20% وتكثر الحروق الناتجة عن الماء الساخن والبخار والغازات الساخنة عند ربات البيوت وأزواجهن 20%

أنماط خاصة من الحروق :


1- الحروق الكيميائية (Chemical burns):

تتطلب إزالة العامل المسبب فوراً ـ جراحياً إذا اقتضى الأمر ـ لمنع استمرار الحرق.

2-الحروق الكهربائية (Electrical burns): 

تحدث حروق صغيرة لكنها عميقة نتيجة الفولطاج المنخفض وأفضل ما تدبر بشكل محافظ مالم تكن المفاصل أو الأوتار أو الأعصاب مكشوفة.‎
أما الحروق الناتجة عن الفولطاج العالي فقد تكون مختلطة كاملة الثخانة أو جزئية الثخانة كما أن الملابس تكون محترقة غالباً وتقذف الضحية بعيداً عن مصدر التيار‎ تتولد كميات كبيرة من الحرارة مما يسبب نخر العضلات (Muscle necrosis) وأذية كلوية ثانوية‎ وقد يصل الأمر إلى البتر كإجراء منقذ للحياة.

3-حروق الاستنشاق: 

- قد تتضاعف الإصابة الحرارية أو الكيميائية للشفاه وحتى الأحبال الصوتية بانسداد المسلك التنفسي العلوي نتيجة الوذمة‎ وتكون الإصابة كيميائية في طبيعتها تحت هذا المستوى ـ ماعدا استنشاق البخار (Steam).

- يتطلب التشخيص قدراً عالياً من الشك الجدول(3) ويجب إعطاء تركيز عال من الأكسجين المرطب (Humidified) فوراً مع أخذ الدم لتحري مستوى الغازات الشريانية ومستوى الكربوكسي هيموجلوبين مع استدعاء أطباء التخدير.‎

- يشكل انسداد المسلك الهوائي الوشيك والفشل التنفسي استطباباً لتنبيب الرغامى (Tracheal intubation). 

- يدبر التسمم بأول أكسيد الكربون (CO) بإعطاء الأكسجين 100% وتعالج أذية المتن الرئوي بشكل داعم مع انتباه خاص للحد من العداوى‎ يجب تجنب فغر الرغامى خشية المضاعفات العدوائية.‎

- التنبيب الأنفي الرغامي مريح أكثر ويسمح بتسكين أفضل مع العناية بالفم.‎

- تجعل العداوى المميتة ومتلازمة الضائقة التنفسية عند البالغين (ARDS) من أذية الاستنشاق سبباً رئيسياً للوفيات الناجمة عن الحروق‎ كما تجعل المآل أكثر سوءاً.

إعداد: د. ندى السباعي 

الحروق | الجزء الأول : تعريفها، أسبابها، أصنافها، تقييمها و أنماطها مراجعة أسرة التمريض يوم 2:45 م التقييم: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.